نسرين العسال
نسرين العسال


نسرين العسال تكتب :  يغتالون براءة الأطفال !!!

نسرين العسال

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2022 - 02:37 م

لافت للنظر وبشدة انتشار كثير من الفيديوهات التى تقوم بها الأطفال بشكل مبالغ فيه يظهرون فيه كالكبار فى مظهر غير لائق أبدا بكونهم أطفالا ،منهم من يرتدى بدل الرقص ويرقصون بطريقة مبتذلة وآخرون يتحدثون بطريقة سوقية ومنهم من يسب الأم والأب  أيضا.
 ما يثير استغرابى أن ذلك مايحدث على مرآى ومسمع والديهم الذين يضحكون بسعادة فخورين بعمل عظيم قاموا به.
 كل هذا فى سبيل جنى أكبر قدر من الأموال حصيلة نسب المشاهدة المرتفعة .
 مايحدث يعد جريمة لاتقل خطراً عن جرائم القتل والسرقة والخطف وما إلى ذلك ،فهى جريمة مكتملة الأركان يشترك فيها كل من الأب والأم ، من ضمن هذه المفارقات هناك نوعية منهم ليسوا أطفالاًً إنما يعانون من تأخر النمو، فمن الممكن أن يكون عمرها أو عمره فى العشرين على سبيل المثال إنما يظهر كأنه فى عمر السبع أعوام، و كثيرون يستغلون هذا فى الظهور فى فيديوهات على أنهم أطفال بل و يتحدثون بسخرية وكثيرون من يقومون بمثل هذه النوعية من الفيديوهات كانوع من الترفيه .
  هذا الجرم فى حقيقته اغتيال لبراءة الأطفال فاذا كان الطفل فى مثل هذا العمر ويسلك هذا السلوك كيف سيكون الوضع عندما يكبر ويصبح فى مرحلة النضج ؟ والسؤال الآخر كيف سيكون هذا البنى آدم صالح فى المستقبل ؟ وإلى أى مدى سينعكس كل ماتربى عليه فى المجتمع على الآخرين فيما بعد ؟! .
 شاهدت ذات يوم فيديو يظهر فيه طفل يضرب والده بالحذاء لمجرد أنه عنفه وفى المقابل أخذ الطفل يشتمه بأبشع الألفاظ والأم  تضحك ضحكات عالية والأب أيضا فى منتهى السعادة. !!
 للأسف هناك الكثير من هذه الفيديوهات التى أصبحت أشد خطرا على أولادنا لأن بالفعل الأطفال تربة خصبة تستقبل و تستوعب أى شىء ، الى جانب أنهم لا يفرقون بين الصواب والخطأ ، لذلك يقومون بالتقليد دون وعى أو فهم .
  شاهدت أكثر من موقف حدث أمامى لأطفال يتصرفون ويتعاملون كما أنهم كبار على الرغم أن ليس من العيب تماما أن يكون الطفل سابق عمره، إنما إذا كان على خلق وبعقل وليس بقلة أحترام لوالديه أو للأخرين لأن فى حقيقة الأمر قد أصبحت تلك الفيديوهات خطيرة على كافة المستويات فالاطفال هم رجال وسيدات المستقبل فكيف بنا  نسمح لهم بأن يقوموا بمثل هذه الأفعال دون رقيب .
جرى العرف وما نعرفه بأن يكون الأب و الأم رقباء على أولادهم ومحاسبتهم عند الخطأ هذا ماتعلمناه فى الصغر إنما فماذا اذا كان الرقيب هو نفسه الشريك الأساسى فى هذا الجرم .
ينبغى أن يكون لمجلس الأمومة والطفولة والمجلس القومى للمرأة وجميع الجهات المعنية بالحياة الأسرية والعائلية والمهتمين بحقوق الطفل والمرأة  قدر من  المسئولية و دور فى هذا الشأن .
 ولانغفل دور الإعلام بكافة وسائله مؤكد له دور توعوى كبير لكن للأسف أصبح هؤلاء الاطفال نجوما فى بعض القنوات الى حد أنهم أصبحوا ضيوفا فى البرامج بصورة كبيرة .
فلابد ألا يكون هناك تشجيع لمثل هذه النماذج على الاطلاق لابد من وجود أيضا رسائل تعنيف مباشرة توجه للقائمين على مثل هذه النوعية من الفيديوهات .
واخيرا .. للأسف جاءت إلينا السوشيال ميديا بكافة وسائلها ليتم استغلالها أسوأ استغلال على الرغم من أننا نستطيع أن نستخدمها ونوظفها فى أشياء نافعة إيجابية وليس العكس .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة